الحب لله وحده :
اذا عرفت ذلك فكل حى له اراده ومحبة وعمل يحسنه ، وكل متحرك فأصل حركته المحبة والارادة ،ولا صلاح للموجودات الا بأن تكون حركتها ومحبتها لفاطرها وبارئها وحده ،كما لا وجود له الا بابداعه وحده ، ولهذا قال تعالى :
(لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) الانبياء
ولم يقل سبحانه لما وجدتا ولكانتا معدومتين .ولا قال : لعدمتا ، اذا هو سبحانه قادر على أن يبقبهما على وجه الفساد ،ولكن لا يمكن أن تكون على وجه الصلاح والاستقامة الا بأن يكون الله وحده هو معبودهما ومعبود ما حوتاه وسكن فيهما ،فلو كان للعالم الهان لفسد نظامه غاية الفساد ،فان كل الاله يطلب مغالبه الآخر والعلو عليه ،وتفرده دونه بالاهية .اذا الشرك نقص فى كما الالهية ،والاله لا برضى لنفسه أن يكون الها ناقصا ،فان قهر أحدهما الاخر كان هو الاله وحده والمقهور ليس باله .
وان لم يقهر أحدهما الآخر لزم عجز كل منهما ونقصه ،ولم يكن تام الالهية ،فيجب أن يكون فوقهما اله قاهر لهما ،حاكم عليهما ،والا ذهب كل منهما بما خلق وطلب كل أن يكون فوهما اله قاهر لهما ،حاكم عليهما ،والا ذهب كل منهما بما خلق وطلب كل منهما العلو على الآخر ،وفى ذلك فساد أمر السموات والأرض ومن فيهما ،كما هو المعهود من فساد البلد اذا كان فيها ملكان متكافئان ،وفساد الزوجية اذا كان لها بعلان ،والشول اذا كان فيه فحلان .